28 عامًا في الحياة 🎈
سنوات سعيدة وشجاعة ومليئة وعميقة وحقيقة، ننجو بدرَج المحبة فيها، من درك الشقاء ✨

بعد أشهر في بطن الفيل،
وحروبٍ وهدنة وأكثر من سِتّ مسودات مبعثرة
أهلا وسهلا ومرحبًا يا صديق ✨
واستمتع بقراءة هذا العدد الكرزة فوق الكيكة🎶

أدخل اليوم عامي الثامن والعشرين
ضاحكة مُستبشرة. أتأمل بِهِ ماهيتي 🎈
يبهرني الطريق؛ من أين جئت؟ وماذا رأيت..
كم حربًا جبريةً خُضت، وكم تعثرت وأخطأت، وكيف ركضت لأيام كأن ركضي يكمن فيه بقاء البشرية!
يبهرني وجهي الضاحك الذي لا تبدو عليه آثار معرفته، كيف خاض أزمنة غيرة بشجاعة، وكيف تمسك في أن يكون تجسيدًا متحركًا للمرونة البشرية والقدرة على إعادة اختراع الذات بعد التعثر،
فاخترت أن أنجب نفسي مئات المرات، واختبرت آلاف المشاعر التي لم يسمها أحد بعد..
اعترف أن ذلك يثير فزعي أحيانًا، لكني لم أختر نفسي.. لم أختر يومًا ماهيتي،
إنها أحد الأشياء التي يولد المرء بها حاملها معه حتى نهاية العمر، يهذّب مساوئها ويُزكّي محاسنها.. روحٌ عادية فقط.
تضحكني تارة، وتعذبني تارة، لا أساوم في كثرتها.. ولا أعتذر..

اختارُني مثل كل عام،
اختار بهجتي، وضحكتي وطاقتي وخجلي، ويقيني، والرحمة التي رزقني الله إياها،
يفيض قلبي بالاحتمالات الجديدة، وأفتح عيني على التجربة الغالية التي علي أن أعيشها اليوم بكل نقصانها وتعثراتها، أعلم أن علي ابصارُها، أن أستمتع بإيقاعها فقط
رقصتي وحقيقتي وروحي واحدة، أحب يقيني، وحين اختار أن يظلّ النور حيّ مضيئًا في داخلي،
هذا الشعور الذي يتوهج حتى مع انقطاع الأسباب، وانغلاق الأبواب، وأجدده بلسانٍ ممدود، ووجه ساخر. أعترف أني أخاف أحيانًا وترتجف أجنحتي، لكنني أفردها ضاحكة على أي حال.
تثريني الحياة، تُشعل فضولي، أختار فيها شجاعة القفزة الأولى دائمًا، مؤمنة أن الحياة ليست إلا لمن يجرؤ غير مكترثة لخيالات السقوط؛ قاعٍ يخلق من البدايات الجديدة عذرًا للتعلم كالأطفال، أرتب به ماهيتي مع كل منعطف…

الحياة ليست إلا ايمانيات ويقين وتسليم متناغم و مرونة مع الإيقاع، ليست إلا هذا التدبير الذي أكرمني الله به طوال أعوامي السابقة، ليُبهرني كل عام ويشكلني لما أنا عليه اليوم..
قَبول لهذه الطاقة المعدية، التي تنجيني بدرَج المحبةِ من دركِ الشقاء، فاختار دائمًا أن أبدأ بالحب، وانتهى به
أحب شعوري أن شيئاً مدهشاً على وشك أن يحدث، وأنني جزء من قصةٍ عظيمة، القصة التي خلبت لُبّنا، وزرعت فينا عُمق التجربة.
أحب أنني كبرت دون أن أفقد المعنى، وأن الأحداث، رغم مضيها السريع لم تتغلب على سكينتي، أنني أضحك من كل قلبي مهما عصفت فيّ الحياة، وأستمتع بسعادتي وموسيقاي وغنائي الذي لا يتطلب الكثير من الترف ..
أحب ضعفي وحبي وخشوعي وعطفي ويقيني بالله وحده دون سواه، أحب مكاني من الحياة، والمرحلة التي أعيشها، حتى قدرتي على السقوط، دون أن يأخذ ذلك من أملي.
أحب ما أنا عليه بكل ما فيه، كل سنة وكل يوم، وكل ساعة، وكل مرحلة..
تذكــر يا رفيـق ✨
أن تغرق بالتجربة مع الواضحين، وتخوض سنواتك بمعارك تنتهي بفوز عادل أو هزيمة نهائية، بنهاية وبداية واضحة. هذا المنتصف الذي أراه، ويلهث نحوه الكثيرين لا يشبهك..
ظلت روحي مضيئة، كلما تبرأت من أشباه الأشياء وأنصاف الأفعال والبشر، مطمئنةً بين اللاذعين، الصادقين، الشجعان، الذين يمدون ألسنتهم في وجه وقاحة العالم بجسارة، بمسير لحياةٍ يضحك المرء في نفسه حين يتذكر مجرياتها..
سنوات سعيدة ورائعة ومليئة وعميقة لنا جميعًا 🎈🤍

غاية النشرة أن «تتمكّن، فتمكن ما حولك» أن أنير شيئًا بسيطًا من القصة «بينك وبينك». لن تجد بين كلماتي قوالب جامدة; هنا كل شيء حي، ويستحق التأمل.